لماذا لا أتعرف على الإسلام أكثر؟.. لماذا لا أقرأ
القرآن مباشرة، بدلا من الاكتفاء بمعلوماتي عن الإسلام من المصادر المسيحية التي
ربما لم تعرض الإسلام بصورته الحقيقة.
وهنا اتخذت قراري الحاسم، وعزمت على التصدي لكل
عقبة تحول دون إسلامي.. لقد ذهبت إلى الكنيسة، وقابلت الرجل الأول فيها القسيس
الأوروبي الكبير، وأخبرته بقراري، فظن أنني أمزح.. لكني عندما أكّدت له أني جاد في
رغبتي هذه، جن جنونه وأخذ يزبد ويرعد ويهدد.. ثم لما هدأ، أخذ يذكرني بما كنت
عليه، وما صرت إليه، وما فيه أنا الآن من نعمة ويسر، وحاول إغرائي بالمال، وأنه
سيزيد راتبي، ويعطيني منحة حالا، ويزيد من المنحة السنوية، ويزيد من صلاحياتي،
وغيرها كثير.
ولكن دون جدوى.. فجذوة الإيمان قد تغلغلت في شغاف
القلب، واستقرت في سويداء الضمير، وكذلك بشاشة الإيمان إذا خالطت القلب استقرت.
لم يجد كبير القسس إلا أن قال لي: إذن تـُرجع لنا
كل ما أعطيناك وتتجرد من كل ما تملك.
فقلت: أما ما فات فليس لي سبيل إرجاعه، وأما ما لدي
الآن فخذوه كله، وكان تحت يدي أربع سيارات لخدمتي، وفيلا كبيرة وغيرها، فوقعت
تنازلا عن كل ما أملك، لقد كنت أنفذ في