قلت: عرفت قيمة منحنيات العمران.. فما قيمة منحنيات
الإنسان؟
قال: لقد جعل الله في قلوب البشر جواذب نحو
الحقيقة.. قد يشردون عنها، ولكنهم سرعان ما يعودون إليها.. هي كإبرة البوصلة..
تحركها ذات اليمين، وذات الشمال، ولكنها تأبى إلا أن تعود إلى المحل الذي تنجذب
إليه.
قلت: عرفت قيمة إبرة البوصلة.. فبها نميز الشمال من
الجنوب.. وبها نهتدي في طريق البر والبحر.
قال: وببوصلة القلوب نعرف الصادقين من الكاذبين..
ونهتدي إلى أهل الحقائق، وأهل الدجل.
قلت: لقد ذكرتني بما قالت لي العذراء في ذلك الحلم
الجميل.. لقد قالت في وصف تلك الشمس المقدسة: (وامتلأت
القلوب حبا لها، وشوقا إليها)([12])
قال: لقد ذكرت لك العذراء مقياسا من مقاييس
الحقيقة.. فابحث عنه.. فكل من بحث وصل.
قلت: أين !؟
قال: سر في أرض الله.. واتخذ لنفسك دفترا.. وابحث
عن نبرات الصدق الحقيقي التي تنطلق من القلوب.. ففي تلك النبرات ما يدلك على تلك
الشمس المقدسة.