قلت: فستحدثني عن بعضها..
قال: سأحدثك عن أفراد من كل صنف.. وأنت تستدل بمن ذكرت على من لم أذكر..
قلت: ألم تلق معلمي (معلم السلام) في بداية هذا النوع من الأشعة!؟
قال: بلى.. لقد لقيته.. وقد كان سببا في أن أتخذ هذا الدفتر..
قلت: فحدثني عنه، فما أعظم شوقي إليه.
قال: كان يوما من أيام الشتاء الباردة.. وكان الثلج يتساقط.. ونحن في مقبرة نشيع جثمان بطل من أبطال ألمانيا..
قلت: من هو؟
قال: أعفني من هذا السؤال.. فلو عرف أهل عصرنا هذا من هو لاتهموني أو اتهموا أخي بما لا طاقة لنا به.
قلت: فكيف التقيت معلم السلام في ذلك الموقف.. هل كان أحد المشيعين؟
قال: لست أدري.. فجأة استدرت، فرأيته خلفي، وهو ينظر باستغراق لأفواه المتحدثين، وهم يرسلون مراثيهم تصحبها دموعهم.
كنت أحسبه متأثرا كالجمع الحاضر.. ولكن وجهه الواجم لم يبد لي أي أثر أو أي تأثر.
بعد انتهاء حفل التأبين، اقتربت منه، وقلت: لا شك أنك حزين لفقد هذا البطل العظيم