عائلية، حتى كتب له الله
أن يعلنه على الملأ في حفل للجمعية الإسلامية في لندن..
ففي ذلك المحل صاح بصوت مرتفع قائلا: إنني بإعلاني
إسلامي الآن لم أَحِدْ مطلقاً عمَّا اعتقدته منذ عشرين سنة، ولمّا دعتني الجمعية
الإسلامية لوليمتها سُرِرْتُ جداً، لأتمكن من الذهاب إليهم وإخبارهم بالتصاقي
الشديد بدينهم، وأنا لم أهتم بعمل أي شيء لإظهار نبذي لعلاقتي بالكنيسة الإنجليزية
التي نشأت في حجرها، كما أني لم أحفل بالرسميات في إعلان إسلامي، وإن كان هو الدين
الذي أتمسك به الآن.
سكت قليلا، ثم قال: إن عدم تسامح المتمسكين
بالمسيحية كان أكبر سبب في خروجي عن جامعتهم، فإنك لا تسمع أحداً من المسلمين يذم
أحداً من أتباع الأديان الأخرى، كما نسمع ذلك من النصارى بعضهم في بعض.
نظر إلى الجمع الملتف به، والمشدوه لذلك الإعلان
الخطير، ثم قال: إن طهارة الإسلام وسهولته وبُعده عن الأهواء والمذاهب الكهنوتية
ووضوح حجته ـ كانت كل هذه الأمور أكبر من أثَّرَ في نفسي، وقد رأيت في المسلمين من
الاهتمام بدينهم والإخلاص له ما لم أَرَ مثله بين النصارى، فإن المسيحي يحترم دينه
ـ عادة ـ يوم الأحد، حتى إذا ما مضى يوم الأحد نسي دينه طول الأسبوع… وأما المسلم فبعكس ذلك، يحب دينه دائماً، سواء
عنده أكان هو الجمعة أو غيره، ولا يفتر لحظة عن التفكير في كل عمل يكون فيه عبادة
الله.
قلت: إن رجلا بهذا المحل من أهل بلده لا بد أن يكون
لإسلامه تأثيرا كبيرا.
قال: أجل.. لقد كان لإسلامه أكبر الأثر في تقوية
نشاط المسلمين في بريطانيا، إذْ لم تكد تمر أشهر قليلة على إعلان إسلامه حتى اقتفى
أثره أكثر من أربعمائة بريطاني وبريطانية، بعد ما