ومع ذلك، فليس كل
الأوروبيين بذلك الحقد.. لقد كان هناك علماء منصفون شهدوا بتأثير الحضارة
الإسلامية العظيم في أوروبا وحياة أوروبا ونهضة أوروبا.
ومنهم المؤرخ الفرنسي
المعروف (جوستاف لوبون) الذي تناول في كتابه (حضارة العرب) تأثير حضارة الإسلام في
الغرب وأرجع فضل حضارة أوربا الغربية إليها وقال: (إن
تأثير هذه الحضارة بتعاليمها العلمية والأدبية والأخلاقية عظيم، ولا يتأتى للمرء
معرفة التأثير العظيم الذي أثره العرب في الغرب الا إذا تصور حالة أوربا في الزمن
الذي دخلت فيه الحضارة)([40])
وقد ذكر في كتابه هذا بأن
عهد الجهالة قد طال في أوربا العصور الوسطى، وأن بعض العقول المستنيرة فيها لما
شعرت بالحاجة إلى نفض الجهالة عنها، طرقت أبواب العرب يستهدونهم ما يحتاجون إليه،
لأنهم كانوا وحدهم سادة العلم في ذلك العهد.
ويقرر لوبون أن العلم دخل
أوربا بواسطة الأندلس وصقلية وإيطاليا، وأنه في سنة 1120م أنشئت مدرسة للترجمة في
طليلة بالأندلس بعناية (ريمولة) رئيس الأساقفة، وأن هذه المدرسة أخذت تترجم إلى
اللاتينية أشهر مؤلفات المسلمين، ولم يقتصر هذا النقل على كتب الرازي وابن سينا
وابن رشد فحسب بل نقلت اليها كتب اليونان التي كان العرب قد نقلوها إلى