قلت: وعيت هذا.. وأحسب أن
كل من قرأ كتابك (الدعوة إلى الإسلام) سيعيه مثلما وعيته.
قال: لقد كتبت ذلك الكتاب
في بداية بحثي عن الحقيقة.. وقد ذكرت فيه بعض ما ندمت عليه بعد ذلك([31])..
ولكن الحقيقة أعظم من أن يحتويها كتابي ذلك أو غيره.. إن الحقيقة أعظم من أن
تحويها جميع كتب الدنيا.
قلت: لقد ذكرت لي الإكسير
الذي استفاد منه من اهتدوا بهدي الإسلام، وانضموا تحت لوائه.. وبقينا نحن.. نحن
الوحيدون.. أهل أوروبا.. الذين لم يصبنا إكسير الإسلام.. ولكنا مع ذلك من أكثر
شعوب العالم تحضرا.
ابتسم، وقال: لولا إكسير
الإسلام ما نال قومنا من الحضارة ما نالوا.. لولا الإسلام لظلت أوروبا في ظلمات
القرون الوسطى.. أو لقضى بعضها على بعض.
قلت: كيف ذلك؟
قال: لقد بحثت في هذا كما
بحثت في غيره.. وسأعطيك خلاصة موجزة لأبحاثي في هذا
[31] مع شهرة توماس
بالاعتدال إلا أن البعض شكك في ذلك (انظر:محمود حمزة عزوني، دراسة نقدية لكتاب
الدعوة إلى الإسلام تأليف توماس ولكر آرنولد، بحث تكميلي لنيل درجة الماجستير في
الدعوة من المعهد العالي للدعوة الإسلامية بالمدينة المنورة)