وتأثير هذه
الحكايات في عقول المتدينين المخلصين المرددين لهذه الحكايات في إيمان وحماسة
دينية وفعلها في عواطفهم وأعصابهم واضح، زاد إلى ذلك عبادتهم لآلة التناسل لإلههم
الأكبر (مهاديو)، وتصويرها في صورة بشعة، واجتماع أهل البلاد عليها من رجال ونساء
وأطفال وبنات.
أضف إلى ذلك ما يحدث به
بعض المؤرخين من أن رجال بعض الفرق الدينية كانوا يعبدون النساء العاريات، والنساء
يعبدن الرجال العراة.
وقد أصبح كثير من المعابد
مواخير فساد، يترصد فيها الفاسق طلبته، وينال فيها الفاجر بغيته، وإذا كان هذا شأن
البيوت التي رفعت للعبادة والدين، فما ظنك ببلاط الملوك وقصور الأغنياء!؟
بعد
أن استعرض توماس من ذاكرته التاريخية ما كان عليه أهل العصر الذي ولد فيه محمد من انحطاط وارتداد وسقوط، قال
لي: في هذا الوضع الذي ذبلت فيه شجرة البشرية جاء الإكسير الذي أعاد لها الحياة.
قلت:
تقصد الإسلام.
قال:
أجل.. لقد جاء الإسلام بتلك القيم النبيلة.. ولم يكتف بأن يبشر بها في جزيرة
العرب، بل راح ينشرها على العالم.