قال: هي مدراس كثيرة تأسست
من بذرة اللامعقول لتزيد في ضياع الإنسان عن حقيقة الإنسان.
قلت: فهلا عرفتني ببعضها؟
قال: لعلك تعرفها.. بل لا
بد أنك تعرفها.. فنحن نصبح في مدرسة.. ونمسي في أخرى..
قلت: حدثني عنها.
قال: تعرف الوجودية!؟
قلت: تلك التي تنتسب إلى
جان بول سارتر (ولد 1905م)الفيلسوف والأديب صاحب (الغثيان)، و(الذباب)، و(الباب
المغلق).. وعشيقه سيمون دي بوفوار التي قضت حياتها كلها معه دون عقد زواج تطبيقاً
لمبادئ الوجودية([396]).
قال: نعم.. فالوجودية ليست
سوى ثورة سلبية يائسة، لم تستطيع أن تشخص الداء فضلاً عن تقديم الدواء، وكل ما
تستطيع أن تقول بصدق أنها قدمته للإنسانية هو عرض بعض جوانب المأساة البشرية، تلك
المأساة التى تعبر عنها جملة واحدة (البحث عن الإله).. فهى ترفض الإيمان
[396] ترجع بذور
مذهب الوجودية إلى الكاتب الدانمركي كيركا جورد 1813-1855م وقد نمى آراءه وتعمق
فيها الفيلسوفان الألمانيان مارتن هيدجر الذي ولد عام 1889م، وكارك يسبرز المولود
عام 1883م.. وقد أكد هؤلاء الفلاسفة أن فلسفتهم ليست تجريدية عقلية، بل هي دراسة
ظواهر الوجود المتحقق في الموجودات.
والفكر الوجودي
لدى كيركاجورد عميق التدين، ولكنه تحول إلى ملحد إلحاداً صريحاً لدى سارتر.