فى
الإنسان: إن الأشكال التى خلقها هى التى تستطيع إعطاء العالم معنى)([394])
قلت: لم هذا التكبر على
النظام الإلهي؟
قال: وهم الحرية.. مع
اختلاط المدارك التي جعلتهم يرون الكون متناقضا تعجز عقولهم عن تفسيره.
ولم يظل هذا الاعتقاد فكرة
مجردة، بل بنى عليه الدستور العلمى للفن الذى ينص على أن (الفن للفن)
لقد قال يعضهم تحت عنوان
(الالتزام الوحيد الممكن للكاتب هو الأدب): (ليس
الصواب الزعم أننا نخدم فى روايتنا قضية سياسية مهما كانت قضية تبدو لنا عادلة،
وحتى لو كنا فى حياتنا السياسية نحارب فى سبيل انتصارها، إن الحياة السياسية
تضطرنا دون انقطاع إلى افتراض معانى (كذا) معروفة: معانى تاريخية، معانى أخلاقية،
إن الفن أكثر تواضعاً أو أكثر طموحاً، ففى نظره ليس هناك من شىء معروف مسبقاً،
وقبل العمل لا يوجد شىء: لا يقين ولا قضية ولا رسالة فالظن أن عند الروائى شيئا
يريد أن يقوله وأنه يبحث بعد ذلك كيف يقوله يمثل أخطر عمل مناقض للحقيقة)([395])