responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 535
قلت: فقد انحرفت الرومانسية بالفن إذن عن الغايات التي ذكرتها.

قال: أجل.. وذلك شيء طبيعي.. فقد انتشرت في ذلك العصر عبودية إلهين مقدسين بدل أقانيم الكنيسة هما (الطبيعة والعقل).. الطبيعة التي حلت محل (الله).. والعقل الذي حل محل (الوحى)

وقد وثق الهاربون من طغيان الكنيسة العلمى فى مقدرة العقل وثوقاً أعمى، وكان لكشف كوبرنيكس وقانونين جاليلو ونيوتن ومبادئ بيكون وديكارت العقلية أعظم الأثر فى تمجيد العقل بل عبادته، ولما كان جل همم إغاظة الكنيسة والانتقام من عبوديتها فقد اشتطوا وغلوا فى ذلك إلى أبعد الحدود.

لكنهم ما كادوا يلتقطون أنفاسهم وتستقر أعصابهم من مطاردة الكنيسة حتى بدأ بعضهم يبحث عما إذا كان إله (العقل) جديراً بما أعطى من قيمة وتقديس أم لا؟

وكانت النتيجة مرة.. وهى أن العقل عاجز حقاً عن تفسير الطبيعة، وإذ كان كذلك فهو أعجز عن تفسير النفس الإنسانية وفهمها.

واستطاعوا أن يكتشفوا طريقاً آخر أرحب من العقلانية بمنطقها الجامد وقوالبها المحددة، وأقوى من العقل اختراقاً للأسرار وتبديداً للغموض، ألا وهى (الشعور العاطفى)، ذلك الشعور الذى يمتطى آفاق الخيال الواسعة، فيسبر أغوار الذات الإنسانية العميقة ويستجلى جمال الطبيعة.

وهكذا أخذ الرومانسيون يرتفعون رويداً رويداً عن الأرض ويحلقون فى الفضاء السحيق ولكن إلى غير الله.. ومن غير طريق المسيحية.

نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 535
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست