قال: كل المناقضة.. ولا
ينبغي أن يكون الأمر إلا كذلك.. فلا يمكن لمن زرع شوكا أن يجني عنبا.
قلت: فحدثني عن دلائل ذلك.
قال: هذه المدرسة كما ذكرت
لك ـ أو هذا العصر ـ انطلق رد فعل على الكنيسة وعلى انحرافات الكنيسة..
ولذلك كان أول ما اهتم به
هو الحياة الدنيا.. والإنسان.. لأن الكنيسة كانت تلغي كليهما.
قلت: هذا مكسب جيد.
قال: ولكنه مكسب منحرف.. لأنه
لم ينتج فعلا.. وإنما نتج رد فعل.. ورد الفعل صراع.. والصراع لا يأتي بخير.
لقد كانت الكنيسة تحصر كل
النشاط الفكرى والفنى لأتباعها فى مجال الحديث عن الثالوث والقديسين والملائكة
والمعجزات وكبت المشاعر والأحاسيس الإنسانية أيا كانت ما لم تكن فى حدود دائرتها
اللاهوتية.
ولهذا جاءت هذه الحركة
تناقض ذلك تماما حتى أطلق عليها وصف (الإنسانية)
لقد قام دانتى (ت 1321م)
فى هذا المجال بمثل ما قام به (مكيافيللى) فى مجال السياسة، فقد خرج على الكنيسة
خروجاً صريحاً، وناقص تقاليدها ومقاييسها، وابتداء منه أخذ الأدب الأوربى بحل
الإنسان شيئا فشيئا محل (الإله).. وبذلك انتقضت عروة التوحيد.. وارتباط الفن