يقول ول ديورانت: (كانت
الكنيسة أول أمرها تكره الصور والتماثيل وتعدها بقايا من الوثنية وتنظر بعين المقت
إلى فن النحت الوثني الذي يهدف إلى تمثيل الآلهة، ولكن انتصار المسيحية في عهد
قسطنطين وما كان للبيئة والتقاليد والتماثيل اليونانية من أثر كل هذا قد خفف من
حدة مقاومة هذه الأفكار الوثنية، ولما أن تضاعف عدد القديسين المعبودين نشأت
الحاجة إلى معرفتهم وتذكرهم وظهرت لهم ولمريم العذراء كثير من الصور، ولم يعظم
الناس الصور التي يزعمونها أنها تمثل المسيح فحسب بل عظموا معها خشبة الصليب حتى
لقد أصبح الصليب في نظر ذوى العقول الساذجة طلسماً ذا قوة سحرية عجيبة)
ويذكر ديورانت كيف انتشرت
هذه الوثنية بين العامة كانتشار النار في الهشيم، فقال: (وأطلق الشعب العنان
لفطرته، فحول الآثار والصور والتماثيل المقدسة إلى معبودات يسجد لها الناس
ويقبلونها ويوقدون الشموع ويحرقون البخور أمامها ويتوجونها بالأزهار ويطلبون
المعجزات بتأثيرها الخفي.. وفي البلاد التي تتبع مذهب الكنيسة اليونانية بنوع خاص
كنت ترى الصور المقدسة في كل مكان في الكنائس والأديرة والمنازل والحوانيت وحتى
أثاث المنازل والحلي والملابس نفسها لم تخل منها، وأخذت المدن التى تتهدد أخطار
الوباء أو المجاعة أو الحرب تعتمد على قوة ما لديها من الآثار الدينية، أو على ما
فيها من الأولياء والقديسين.. للنجاة من الكوارث)([377])
[376] انظر الكتب
التي تتحدث عن العلمانية التي سبق ذكرها.