قالت: على أولئك
المسلمين الذين تصوروا نظام الإسلام قاصرا على كراسي الحكام.. فراحوا ينازعونهم
كراسيهم، ويشوهون أنفسهم ودينهم بذلك النزاع.
قلت: ولكن.. هل يرضى مسلم
بأن يحكمه فاسق؟
قالت: التغيير ليس بذلك
الأسلوب.. التغيير في الإسلام يبدأ بإقامة دولة الفرد الصالح.. فإذا صلح الفرد صلح
المجتمع.. وإذا صلح المجتمع لم يملك الحاكم إلا أن يصلح أو يستقيل.
قلت: إني أعجب لك حضرة
المستشرقة الفاضلة.. كيف تقفين من الإسلام كل هذه المواقف، ثم لا أراك تعلنين
إسلامك!؟
نظرت إلى الأفق البعيد، ثم
قالت: ذلك حلم جميل عساني أفيق بعض الأيام عليه.
قلت: لم أفهم ما تقصدين.
قالت: أتعرف رجاء
جارودي؟
قلت: أجل.. وكيف لا أعرفه؟
قالت: لقد كان أستاذا لي..
لقد عرف كل الأنظمة التي حكمت البشرية في جميع مراحلها.. وكان يبحث عن نظام يجمع
بين العدالة والرحمة، فلم يجده إلا في الإسلام.. فأسلم.
قلت: سألتك عنك لا عن
رجاء.
قالت: أحيانا تجد لغيرك
من الجرأة عن التعبير عنك أعظم مما تجده من نفسك.