قلت: بل نسبا.. أنا
ألماني أبا وأما.. ولم أعش في أي دولة عربية.
قال: أنت تتقن
العربية جيدا، وكأنك عربي..
قلت: أنا مهتم بها
كثيرا، ومهتم بكل ما يرتبط بها من ألوان الثقافة.
قال: هذا شيء جيد..
أنت مثلي في هذا.. أنا أيضا أحب هذه اللغة، وكل ما يرتبط بها من ثقافة، ولست أدري
سر ذلك..
نظر إلى الشجرة
الذابلة التي كان يسقيها، ثم قال: لعل سر ذلك يعود إلى الإكسير الذي أعاد لهذه
الشجرة حياتها.
قلت: ما علاقة هذه
الشجرة باهتمامك باللغة العربية، والثقافة العربية؟
قال: لقد كان مصير هذه
الشجرة هو الفناء والذبول والموت.. لقد أحاط بها الموت من كل جانب، ولم يعد لي أمل
في حياتها.. ولكن بعضهم أهداني إكسيرا عجيبا، ما إن وضعته في الماء، وسقيته بها
حتى عادت إليها الحياة، وأنت تراها الآن مقبلة على حياة جميلة تنتظرها.
قلت: لا أزال عاجزا عن فهم
علاقة الشجرة والإكسير الذي أعاد إليها الحياة باللغة العربية والثقافة العربية.
قال: يمكن أن تشبه
العالم الذي نعيش فيه بهذه الشجرة..
قلت: من أي جهة؟
قال: من جهة الحياة
والموت.. والمرض والصحة.. والذبول والنشاط.
قلت: ذلك صحيح..
فالشجرة كائن حي لا يختلف عن الإنسان.. يعتريه ما يعتري