قاطعني قائلا: ذلك
مستحيل.. هي شجرة ضاربة الأطناب في التربة، بل لعل لها جذورا في السماء يستحيل
قطعها.
قلت: فلم نجتهد في
تحقيق المستحيل؟
قال: ذلك منهج خاطئ
سلكه أسلافنا، ونحن اليوم نعرف استحالته.
قلت: فهل رأيت منهجا
آخر يمكن سلوكه؟
قال: أجل.. نترك
للشجرة وجودها.. لكنا نترك ثمارها تتساقط من غير أن يأكلها أحد.
قلت: كيف ذلك؟
قال: ذلك بسيط.. نحذر
من ثمارها.. نصف حلاوة ثمارها بحلاوة العلقم، ونصف إكسيرها وترياقها بالسم
الزعاف.. ثم نرمي كل من يأكل ثمارها بالتخلف والرجعية والإرهاب والخرافة..
قلت: وحينذاك لن
يقترب منها أحد.
قال: وحينذاك ستذبل
الشجرة وتموت من غير أن نقطعها.
قلت: فكرة جيدة..
ولكن ألسنا نسيء للبشرية إن فعلنا هذا؟
قال: بل نحسن غاية
الإحسان.. لا يمكن للبشرية أن تعيش على ثمار شجرتين متناقضتين غاية التناقض.. لذلك
إن أردنا السلامة لشجرتنا، فهذا ما ينبغي أن نمارسه مع شجرة محمد.