الجامعة، الذي رحب بي
غاية الترحيب.. ثم دار بيننا هذا الحوار الذي حاول من خلاله أن يبين لي الوظيفة
التي تنتظرني في هذه الجامعة.
قال: لقد تعودت أن
أستقبل كل من ترسله الكنيسة بنفسي..
قلت: لم تكلف نفسك
هذا مع كثرة أشغالك؟
قال: بالإضافة إلى
احترامي العظيم للكنيسة ورجال الكنيسة، هناك سببان يدعواني لهذا الاهتمام:
أما أولهما، فلأن ما
أقوله لرجال الدين الذين يشرفون مكتبي هذا يكاد يكون سرا لا ينبغي أن يسمع به أحد.
وأما الثاني، فلأني
لا أجد فيمن أراهم معي من يحملون العزيمة التي أحملها، والتي تجعلهم يبلغون
الرسالة كما ينبغي.
قلت: فكلي آذان
صاغية، فحدثني عن الرسالة التي تريد أن تبلغني إياها.
قال: قبل أن أحدثك عن
تلك الرسالة.. والتي جعلتنا نطلبك، أو نطلب بالأحرى من له من القدرات العلمية واللغوية
ما لك.. أريد أن أحدثك عن علاقة هذه الجامعة بالدين.. أو بالأحرى علاقة التبشير
بالاستشراق.
هذه الجامعة ـ كما
تعلم ـ جامعة تهتم بالدراسات الشرقية، أو بالخصوص الدراسات المهتمة بالإسلام.. وهي
تحمل في الظاهر لواء العلمية والموضوعية، ولكنها في نفس الوقت تحمل نفس اللواء
الذي يحمله المبشرون..
التفت إلي مبتسما،
وقال: أنتم تبشرون بالمسيح، ونحن نقرب المسلمين لكم لتبشروهم