أباركه
وأثمره، وأكثره كثيراً جداً، اثني عشر رئيساً يلد، وأجعله أمة كبيرة)(التكوين
17/16-20)
قال: فقد وعد إبراهيم بالبركة في إسماعيل وإسحق.
قلت: أجل.. وقد ولد لإبراهيم أبناء آخرون من زوجته
قطورة، لكن الله لم يعده بالبركة فيهم، ففي الكتاب المقدس: (عاد إبراهيم فأخذ زوجة
اسمها قطورة، فولدت له زمران ويقشان ومدان ومديان ويشباق وشوحا)(التكوين 25/1-2)
قال: إن كل ما ذكرته من البركات يتفق فيه الكتاب
المقدس مع القرآن الكريم.. فالقرآن يقرر بركة وعهداً لإبراهيم في صالحي ذريته من
ابنيه المباركين إسماعيل وإسحاق، حيث يقول :﴿
وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ
وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ﴾ (الصافات:113)
ولكن هذه البركات ترتبط بصلاح الذرية، لا بمجرد
كونهم من نسل إبراهيم، فقد قال تعالى:﴿
وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي
جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي
الظَّالِمِينَ﴾ (البقرة:124)
قلت: وقد ورد في الكتاب المقدس هذا الشرط.. ففي
الكتاب المقدس: (سر أمامي وكن كاملاً فأجعل عهدي..)(التكوين 17/1 - 2)، كما قال
له:(إبراهيم يكون أمة كبيرة وقوية ويتبارك به جميع أمم الأرض، لأني عرفته، لكي
يوصي بنيه وبيته من بعده أن يحفظوا طريق الرب، ليعملوا براً وعدلاً، لكي يأتي الرب
لإبراهيم بما تكلم به)(التكوين 18/18 - 19)
قال: فأنت تقر إذن بالبركة في كل من ذرية إسماعيل
وإسحق..