قال الرابع: وأنا مثلكم جميعا.. لقد رأيت بعض شعائر
دينه في كتاب (بفوشيا برانم)، فقد ورد فيه وصف لأصحاب محمد.. فذكر أنهم (الذين
يختتنون، ولا يربون القزع، ويربون اللحى، وهم مجاهدون، وينادون الناس للدعاء بصوت
عال، ويأكلون أكثر الحيوانات إلا الخنزير، ولا يستعملون الدرباء([69]) للتطهير، بل الشهداء هم المتطهرون، ويسمون
بمسلي([70]) بسبب
أنهم يقاتلون من يلبس الحق بالباطل، ودينهم هذا يخرج منا، وأنا الخالق)
كان هناك رجل بعيد عنهم، وكان يتصنت لحديثهم، كما
كنت أتصنت أنا، فجأة رأيته نهض، وقال: أحقا ما كنتم تتحدثون عنه؟
قالوا: ما بالك؟
قال: أنا زرادشتي..
قالوا: وما علاقة ذلك بالهندوس؟
قال: لقد وجدت في كتبنا القديمة التي سبقت محمد
بقرون طوريلة مثلما وجدتم في كتبكم، لقد ورد فيها: (إن أمة زرادشت حين ينبذون
دينهم يتضعضعون، وينهض رجل في بلاد العرب يهزم أتباعه فارس، ويخضع الفرس
المتكبرين، وبعد عبادة النارفي هياكلهم يولون وجوههم نحو كعبة إبراهيم التي تطهرت
من الأصنام، ويومئذ يصبحون هم أتباع النبي رحمة للعالمين، وسادة
[69]
الدرباء نبات يخرج به الهنود الدم من جسم الإنسان ويعدون هذا العمل تطهيراً من
الخطايا.