قال حبقوق: لقد كان الحائل الأكبر بيني وبين دين
محمد هو ما أرى أمته عليه في هذا العصر من انحطاط وتخلف.. كنت أعلم بعدهم عن محمد
وعن دين محمد.. ولكن نفسي.. وأخي الذي تعرفونه.. كانا يحولان بيني وبين أن أشهد له
بالشهادة التي أوقن تماما أنه يستحقها..
ولكني مع ذلك كنت أنفرد مع قرآن محمد أقرؤه وأبكي
وأتألم في نفس الوقت، لأنه ليس لي من القوة ما أخرج به عن دين قومي لأدخل دين
محمد.
ولكن الله من علي منذ سنة، فرأيت العذراء.. وهي
تشير لي إلى شمس محمد.. وتدعوني إلى الاستنارة بأشعتها.. ومنذ ذلك الحين قتلت نفسي
التي حجبتني عن محمد.. وقاطعت أخي الذي كان حجابا بيني وبين شمس محمد العظيمة..
وعانقت محمدا.. ودخلت دينه.
نظروا إليه مشدوهين، وقالوا: أحقيقة ما تقول؟
قال صفتيا: ولكن ما بالك لم تخبرنا؟
قال حبقوق: لقد كنت أود أن تصلوا إلى الحقائق
بأنفسكم.. وقد خشيت أن تنشغلوا بعداوتي إن سمعتم بإيماني عن محمد.. فرحت أكتم
إيماني.
قال صفتيا: أتعلم يا حبقوق، أن ما خطر ببالك هو نفس
ما خطر ببالي، وما فعلته أنت قبل سنة، فعلته قبلك بسنوات.
قال ميخا: يا لله.. ما الذي يحصل.. لقد حصل لي ما
حصل لكما.