قال يوحنا: إن في قوله: (وتقفوا قدام ابن الإنسان)
ما يربط الملكوت بشخص ابن الإنسان القادم، فالمسيح لا يتحدث عن انتشار المسيحية،
بل يتحدث عن ظهور النبي الخاتم ابن الإنسان، ويدعوهم للاستعداد للقائه.
قال ميخا: الملكوت ـ على حسب ما تدل عليه نصوصنا
المقدسة ـ هو أمة تعمل وفق إرادة ورضاء صاحب الملكوت، وقد قال وليم باركلي في
تفسيره لسفر الأعمال:(الملكوت هو مجتمع على الأرض، تُنفَّذُ فيه إرادة الله تماماً
كما في السماء)
قال يوحنا: ولم يتحقق ذلك إلا لمحمد.. ولهذا كان
يوحنا كالمسيح.. كلاهما يبشران بهذا النبي الجديد الذي يخرج الله على يديه الأمة
الخاتمة.
لقد اختصر المسيح رسالته ـ كما في لوقا ـ بقوله: (إنه
ينبغي لي أن أبشر المدن الأخر أيضاً بملكوت الله، لأني لهذا قد أرسلت) (لوقا
4/34)، فقد أرسل للبشارة بالملكوت القادم، فهو ممهد ومبشر بين يديه.
ومثل ذلك يوحنا المعمدان (جاء يوحنا المعمدان يكرز
في برية اليهودية قائلاً: توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السماوات) (متى 3/1 - 2)