أن
أورد تطابق هذه النبوة مع حاله: (فإن لم يكن هو الذي وصفتا ـ أي محمد ـ فمن إذاً؟ لعلهم
بنو إسرائيل المأسورون المسببون، أو النصارى الخاضعون المستسلمون. وكيف يكون ذلك
وقد سمي فيها النبي مرتين ووصف عساكره وحروبه)
ألا ترون النبوءة ماذا تقول.. إنها تقول: (قاس
الأرض كقائد يقف وينظر إلى ميدان الحرب، ويعين لفرق جيشه مراكزهم وأعمالهم فيعملون
كما رسم القائد)
ترى أى نبى ذلك ؟ إنه نبى محارب، لقد كان حبقوق
حوالى 605 ق.م. أى بعد داود وسليمان بقرون عديدة؟
ومع ذلك.. فإن هناك الكثير مما يستوقف الناظر
الصادق:
لقد ورد في البشارة: (قام فمسح الأرض)، وهذه
العبارة تحاكي ما جاء في حديث نبي المسلمين الذي يقول: (إن الله زوى لي الأرض
فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن ملك أمتي سيبلغ ما زوي لي منها..)([66])
وقد ورد في البشارة: (لأنك ظهرت لخلاص أمتك، وإنقاذ
تراث آبائك).. فمن أباؤه؟ إنهم إبراهيم وإسماعيل، وما هو إرثهم ؟ هل هو الملك أم
الأموال أم ماذا ؟ إنه التوحيد والرسالة كما ورد في كتاب المسلمين المقدس :﴿ إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ
بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا
وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ﴾ (آل عمران:68)،
وقال تعالى:﴿ قَدْ كَانَتْ
لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا
لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ
كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ