تفسيرا.. وقد أوتي
من البديهة وقوة الحجة وصفاء الذهن ما نرى أنفسنا نفتقر إليه.
قلت: فوفرا ما تحتاجان إليه من هذه الوسائل،
لتنتصرا للحقيقة التي تؤمنان بها.
قالا: ولكنك لا تدري ما يفعل.. إنه لم يترك أحدا
يمر على هذه البرية إلا أضله.. ولولا أن الله حماك من لسانه لصحبته الآن كما صحب
الحواريون المسيح.
قلت: فهل يملك هذا الرجل معجزات المسيح؟
قال: لا.. ولكنه يحمل أشياء لا تقل خطرا.
قلت: فما هي؟
قالا: سمت المسيح.. وروح المسيح.. وصفاء المسيح.. وسلام
المسيح.. ومحبة المسيح.. إنه قريب جدا من المسيح.. حتى صورة جسده وطريقة مشيه
وصفاء لونه.. إنه مبعث فتنة عظيمة لن نرتاح حتى نتخلص منها.
قلت: ولكن المسيح رسول سلام.. وأنتما تزعمان أنكما
أتباع المسيح..ألم تسمعا ما قال المسيح: (طوبى لصانعي السلام، لأنهم يدعون أبناء
الله)(متى 5/9)؟
قالا: وهو القائل: (جئت لألقي ناراً على الأرض..
أتظنون أني جئت لأعطي سلاماً على الأرض.. كلا أقول لكم، بل انقساماً)(لوقا 12/49 -
51)، وفي متى، قال: (لا تظنوا أني جئت لألقي سلاماً على الأرض، ما جئت لألقي
سلاماً، بل سيفاً) (متى 10/34)
قلت: فأنتما تختاران من أقوال المسيح ما يتناسب مع
أهوائكما.
قالا: لسنا وحدنا في ذلك.. الكتاب المقدس ـ يا
صاحبي ـ كتاب لكل شيء.. إن أردنا أن