قال: لن أرد على كلامك حرفا حرفا، ولكني سأذكر
للعقل ما يقتنع به، وأدع النفس وما ارتضت.
ولنبدأ بتفسير بطرس، فما أراكم جعلتم هذه النبوءة
في المسيح إلا لقول بطرس، وأنا لا ألوم بطرس، فهو معذور في خطئه، لأنه عامي عديم
العلم كما شهد له أولئك الذين استمعوا لحديثه، وتعجبوا من المعجزات التي صنعها،
فقد قال عنه التلاميذ: (فلما رأوا مجاهرة بطرس ويوحنا، ووجدوا أنهما إنسانان عديما
العلم وعاميان، تعجبوا)(أعمال 4/13)
بعد هذا أعود إلى النبوءة، بل إلى ما أرى أنه محور
النبوءة.. وهو قوله:(الحجر الذى رفضه البناءون هو قد صار رأس الزاوية)
من من ذرية إبراهيم رفض من الإسرائيليين مع أن
إبراهيم دعا له بالبركات؟
صمت، فقال: أنت تعلم أنه إسماعيل، فهو الذي نال من
بركات إبراهيم، ومع ذلك لا تقرون له أنتم ولا اليهود بأي نبي.. أليس إسماعيل الذي
هو جد محمد من نسل إبراهيم؟
قلت: بلى..
قال: بل هو ابنه البكر.. فقد طلب إبراهيم من الله
الصلاح في ابنه إسماعيل، ففي الكتاب المقدس: (قال إبراهيم لله: ليت إسماعيل يعيش
أمامك)(التكوين 17/18)، فاستجاب الله له وبشره بالبركة فيه وفي ابن آخر يهبه الله
له، فقد بشره بميلاد إسحاق من زوجه سارة فقال: