ومنها أن المسيح أوصى الحواريين (أن لا يبرحوا من
أورشليم، بل ينتظروا) ذاك المعزى الروح القدس، وهم إطاعة لسيدهم انتظروا عشرة أيام
في أورشليم حتى جاء ذلك المُعزى، (وامتلأ الجميع من الروح القدس)، وهذا لا يصدق
على محمد، وإلا كان يجب على الحواريين أن ينتظروا في أورشليم نحو ستمائة سنة إلى
مجيء محمد، وليس لهم هذا العمر.
وهذا يتأكد بما ذكره المسيح من أنه وعدهم بإرسال
هذا الروح المعزى على عجل، وإلا فليس من فائدة للتعزية، وهم موتى، فتعزية لهم قال:
(وأما أنتم فستتعمدون بالروح القدس ليس بعد هذه الأيام بكثير)(أعمال الرسل:1 : 5)
ثم بعد هذا كله، لقد أخبر المسيح أنه هو الذى سيرسل
هذا المعزي، فهل ترى أن المسيح هو الذي أرسل محمدا.. فإن كان كذلك، فأنت تسلم لنا
بألوهيته.
زيادة على هذا كله، فإن المعزى الذى تحدث عنه
المسيح لتلاميذه، لم يكن نبيا آتيا بعده، وإنما كان الروح القدس كما أوضح له المجد
بفمه المبارك قائلا: (وأما المعزى الروح القدس الذى سيرسله الأب باسمي فهو يعلمكم
كل شئ ويذكركم بكل ما قلته لكم)
ثم إن المسيحيين لم ينتظروا نبيا يأتى بعد المسيح،
بل كان كل رجائهم ومازال فى عودة المسيح ثانية بعد صعوده إلى السماء كما وعدهم (وها
أنا أتى سريعا وأجرتى معى لأجازى كل واحد كما يكون عمله)
ولهذا فإن صلاة المسيحيين الحقيقيين فى كل العصور
تركزت فى الكلمات:( آمين. أيها الرب يسوع)، وهى آخر كلمات اختتم بها سفر الرؤيا،
آخر أسفار الكتاب المقدس.