لقد كنت طموحا.. وكان طموحي هو الذي حال بيني وبين
التخصص في الدراسات الدينية.. ولكني اليوم رأيت ما فيه البابا من الجاه الذي لا
ينعم به إلا من هو مثله..
لقد طمحت في ذلك اليوم أن أصير بابا.. ولذلك حولت
مسار حياتي كلها ليسير نحو هذا الاتجاه.. وقد كان لهذا فضله على تنعمي بالتعرض
لأشعة محمد.. وقد كان كذلك الحجاب الذي حال بيني وبينها.
في ذلك المساء، سألت أخي: كيف يصير المرء بابا؟
ضحك، وقال: وهل تريد أن تصير بابا؟
قلت: لا أكتمك.. لقد كان للبابا من الاحترام ما
يجعل الكل يحن لمنصبه.
قال: أنت مثلي.. فالبابا هو أقرب الناس إلى المسيح..
إنه وريث بطرس.. وبطرس تلميذ المسيح.. ولذلك أحن لأن أصير بابا.
كان أخي مخلصا في طلبه.. ولكني لم أكن أطلب إلا
الجاه الذي ينالني من ذلك المقام الذي يتربع عليه البابا.