فهذا اعتراف من هذا القسيس بالتقارب بين الكلمتين..
وهو تقارب يرجح أن لهذه الكلمة علاقة باسم محمد.
قلت: أنت ومن معك يرجح هذا.. ولكنا لا نزال نرى من
أن هذه الكلمة وصف يشير إلى روح القدس الذي نزل على التلاميذ يوم الخمسين ليعزيهم
في فقدهم للسيد المسيح.
قال: سأرد على هذا من وجه آخر.. ألا تعلم أن كثيرا
من المسلمين ادعى أنه المهدي.. وتسمى بذلك؟
قلت: أعلم ذلك.. وهو دليل على ضعف عقولهم.
قال: دعنا من الأحكام.. نريد فقط أن نبحث عن
الحقيقة.
قلت: أتريد أن نخرج من البشارة بالمسيح إلى البشارة
بالمهدي؟
قال: نريد أن نقيس.. أجبني.. لولا أن النصوص
النبوية التي وصلت لهؤلاء تخبر أن هناك مهديا.. هل كان يفكر أحد في أن يدعي أنه
المهدي؟
قلت: لا.. لقد كانت الأقوال التي قالها نبيكم هي سر
هذه الادعاءات.
قال: فقس هذا على البارقليط.
قلت: لم أفهم..
قال: ألا تعلم أن هناك نفرا ادعوا قبل ظهور محمد a أنهم مصاديق كلمة (بارقليط).. منهم ـ على سبيل
المثال ـ منتنس المسيحي الذي كان في القرن الثاني من الميلاد، فقد ذكر رحمة الله
الهندي أنه ادعى قرب سنة 177 من الميلاد في آسيا الصغرى الرسالة، وقال: (إني هو
البارقليط الموعود