قلت: بلى.. هذه النبوءة تتحدث عن هذا القادم..
ولكنه ليس الذي تزعم..
قال: فمن هو؟
قلت: إنه روح القدس الذي نزل على التلاميذ يوم
الخمسين ليعزيهم في فقدهم للسيد المسيح، وهناك (صار بغتة من السماء صوت كما من
هبوب ريح عاصفة، وملأ كل البيت حيث كانوا جالسين، وظهرت لهم ألسنة منقسمة كأنها من
نار، واستقرت على كل واحد منهم، وامتلأ الجميع من الروح القدس، وابتدءوا يتكلمون
بألسنة أخرى كما أعطاهم الروح أن ينطقوا)(أعمال 2/1 ـ 4)
قال: أهذا وحده ما تفسرون به هذه البشارة الخطيرة
التي كانت من أهم ما احتوته رسالة المسيح؟
قلت: لا تذكر أسفار العهد الجديد شيئاً سوى ما ذكرت
لك عن هذا الذي حصل يوم الخمسين من قيامة المسيح..
قال: أنا لا أكذب ما ذكره الحواريون.. ولكن هذه
الكرامة التي حصلت لهم، والتي قد تحصل لأي ولي من أولياء الله في أي زمان وأي أمة
لا تستدعي تلك البشارة العظيمة.. فلم نعهد الأنبياء يبشرون بآحاد الكرامات،
ويعتبرون التبشير بها أصلا من أصول رسالتهم.
ولنفرض أنهم فهموا البشارة بهذا الفهم.. فهل هذا
يعني أن ما فهموه صحيحا.. لو أنكم طبقتم الكثير من البشارات التي فسرها هؤلاء
التلاميذ أو غيرهم لما وجدتم انطباق الكثير منها