نعم أنتم تروون وصيته لكم بأعدائكم، ولكنكم في نفس
الوقت تجعلونه يأمركم بكل قسوة ببغض أقرب الناس إليكم.. ألستم تروون قوله في
(لوقا:14: 26):(إن جاء إلي أحد، ولم يبغض أباه وأمه وزوجته وأولاده وإخوته
وأخواته، بل نفسه أيضا، فلا يمكنه أن يكون تلميذا لي)؟
بل أنتم تناقضون أنفسكم حين تجعلون من رسول السلام
يقول: (لا تظنوا أني جئت لألقي سلاما على الأرض. ما جئت لألقي سلاما، بل سيفا.فإني
جئت لأجعل الإنسان على خلاف مع أبيه، والبنت مع أمها، والكنة مع حماتها) (متى: 10
: 34)
بل جعلتموه يقول: (جئت لألقي على الأرض نارا، فلكم
أود أن تكون قد اشتعلت؟) (لوقا 12 : 49)
بل جعلتم الله نفسه نارا.. ألم يقل صاحبكم في رسالة
العبرانيين [ 12 : 29 ]:(لأن إلهنا نار آكلة).. بل جعلتموه يتجرد من الرحمة ويترك
ابنه يلاقي أبشع أنواع العذاب دون ذنب وهو يصرخ بصوت عظيم: (إلهي إلهي لماذا
تركتني ؟)(متى :27 : 46)
التفت إلي، وقال: هل تراني زدت شيئا في كتابكم ؟..
إن كل ما قرأته من كتبكم المقدسة.. إنها تحمل صورة مشوهة عن المسيح نرفضها ـ نحن
المسلمين ـ رفضا شديدا.
قلت: فما الصورة التي تحملونها عنه؟
قال: لا تكفي كل هذه الطريق التي نقطعها في وصف
روحانية المسيح وأخلاق المسيح كما وردت في القرآن الكريم، ولكنها صورة من أجمل
الصور.. لعلها هي الصورة التي تحرك لها