النبطي، وتألم، وقبر،
وقام من بين الأموات في اليوم الثالث كما في الكتب، وصعد إلى السماء وجلس عن يمين
الأب، وأيضاً أتى في مجده ليدين الأحياء والأموات، الذي ليس لملكه انقضاء.
كنت أقرأ من قانون الإيمان الذي يحفظه كل مسيحي
بخشوع، ولم أكن أقصد من ذلك إلا أن أؤثر في مرافقي، وأدخله حضيرة الإيمان الذي لا
يكاد عقلي يتقبله.
قال: هناك مسيح آخر هو نفس هذا المسيح، ولكنه مسيح
بسيط لا يحمل كل هذه الألغاز التي تحملونها.. إنه إنسان ولد بمعجزة، وتحققت في
حياته معجزات كثيرة، لتكون برهانا على صدقه، وعلى صدق البشارة التي جاء بها.
قلت: هذه إهانة للمسيح لا رفعة له.
قال: لست أدري من الذي يهينه.. من يعتقد إنسانيته
الرفيعة، أم الذين يتصورون أنهم يرفعونه.. ولكنهم، وفي كتابهم المقدس، يحملون صورا
مهينة له.. لا يمكن لعاقل أن يعتقدها.
قلت: في كتابنا المقدس هذه الصورة المشوهة للمسيح؟
قال: أجل.. أليست هي الكتب التي تظهر المسيح بصورة
المسارع إلى الشتم واللعنة.. يشتم كل من يقابله، ويلعن كل من لا يقبله؟
قلت: كيف تقول هذا؟.. إن المسيح هو مثال الرحمة
والسلام والمحبة.. أليس هو الذي يقول: (أريد رحمة لا ذبيحة)(متى: 9 : 13)؟
قال: أنتم تنقلون عنه هذه الكلمات القليلة لتجملوا
صورته، ولكنها أضعف من أن تقاوم الصورة التي شوهتموها بما نسبتم إليه من أقوال
وأفعال.