بل إن هذا الوصف يكاد يصور ما حصل لمحمد (ص) في أول يوم نزل عليه الوحي، وقد صورت لنا الأسانيد
الكثيرة: أن رسول الله (ص) كان يأتي حراء فيتحنث فيه ـ
وهو: التعبد ـ الليالي ذواتَ العدد، ويتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة فَتُزَوِّد
لمثلها حتى فَجَأه الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملك فيه فقال: اقرأ، فقال رسول
الله (ص): (ما أنا بقارئ)، قال:
فأخذني فَغَطَّني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني، فقال: اقرأ. فقلت: ما أنا بقارئ.
فَغَطَّني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ. فقلت: ما أنا بقارئ.
فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال :﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾(العلق:
1)حتى بلغ :﴿ مَا لَمْ
يَعْلَمْ ﴾
اقرأ هذه القصة على الجاحدين من بني قومك لينالوا
هذا الشعاع من أشعة محمد.. أترى هذا الرجل الذي يقول هذا، والرجل الذي يفعل هذا،
كاذبا ؟.. لا والله.
أخذ يبحث في سفر إشعيا على موضع محدد، وهو يقول:
ليس هذا فقط.. إن سفر إشعيا يكاد يكون مختصا بوصف محمد.. اقرأ هذا الموضع.
قرأت ما طلب مني: (لأنه يولد لنا ولد، ونعطى ابنا
وتكون الرياسة على كتفه، ويدعى اسمه عجيبا مشيرا، الها قديرا ابا ابديا رئيس
السلام. لنمو رياسته، وللسلام لا نهاية على كرسي داود وعلى مملكته ليثبتها ويعضدها
بالحق والبر من الآن الى الأبد غيرة رب الجنود تصنع هذا)(اشعياء9 : 6-7)