قلت: أجل.. ولذلك لم يرض يوسف أن يخرج قبل أن تثبت براءته.
قال: لم ؟
قلت: حتى لا يتعرض لأي سخرية أو استهزاء.
قال: فقد كانت امرأة العزيز التي خانته هي التي
أثبتت براءته؟
قلت: أجل..
قال: بنسبة الخيانة إليها لا إليه.
قلت: ذلك واضح، وقد صرحت به الآية.
قال: فكذلك فافعلوا.. ولا تكونوا أقل شهامة من
امرأة العزيز.. اخرجوا للعالم.. وقولوا بأعلى صوتكم: اعذرونا يامن تسكنون هذا
العالم.. لقد خنا نبينا.. لم نستطع أن نعطي صورة حسنة عنه.. ولم نف بالعهود التي
عهد إلينا بها.. فلذلك لكم أن تسبونا نحن.. ولكم أن تسخروا منا نحن.. أما نبينا
فهو الطهر والصفاء والصدق والإخلاص.. ولا يحق لكم أن تسبوا هذه المعاني السامية.
قلت: أنرسل بمثل هذا الكلام لهؤلاء الساخرين؟
قال: أذيعوه على العالم أجمع حتى لا تكونوا حجبا
بينهم وبين أشعة محمد (ص).
قلت: وهل ترى ذلك مجديا؟
قال: لا يضرك أن يجدي ذلك أو لا يجدي، فالهداية بيد
الله، لا بيدك ولا بيد غيرك.. والله هو