قال
ذلك، ثم التفت لصديق له عرفت بعد ذلك أن اسمه (محمد أسد)([492]).. وقال له: أخبرهم يا محمد عن التعاليم التي جاء بها
الإسلام في شأن التعامل مع الذبيحة.
قال محمد: لقد دعا الإسلام إلى الرحمة الشاملة التامة العامة..
ومنها الرحمة بالحيوان إذا أريد ذبحه..
ومن هذه الرحمة أن يحسن الذابح الذبح، وأن يحد
الشفرة، وأن يريح الذبيحة.. ففي الحديث قال رسول الله (ص):(إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم
فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته)([493])
ومنها أن يستر الشفرة عن الذبيحة حتى لا تتألم
برؤيتها.. ففي الحديث أن رسول الله (ص) رأى رجلا يحد الشفرة أمام الشاة، فقال له: (أتريد أن تميتها ميتتين؟..
هلا أحددت شفرتك قبل أن تضجعها)([494])
ومنها أن لا يذبح الحيوان أمام غيره من الحيوانات،
فقد قال علي بن أبي طالب:(لا تذبح
[492] أشير به إلى
(محمد أسد) (1900-1992م)، وهو صحفى نمساوى يهودى وُلِد بإقليم من أقاليم بولندا
كان تابعا آنذاك للإمبراطورية النمساوية، وكان يسمى ليوبولد فايس، ثم دخل فى
الإسلام سنة 1926م بعد أن رحل إلى الجزيرة العربية، ثم انتقل بعد ذلك إلى شبه
القارة الهندية حيث توثقت بينه وبين محمد إقبال عُرَى الصداقة، وظل يساعد فى إذكاء
نهضة الإسلام فى تلك البلاد إلى أن انفصلت الباكستان عنها فانتقل إلى الإقامة فى
الدولة المسلمة الجديدة واكتسب جنسيتها وأصبح مندوبها الدائم فى الأمم المتحدة حتى
عام 1953م.. وقد ترك عدة كتب تُرْجِم بعضها إلى العربية، منها (الطريق إلى مكة)،
و(الإسلام فى مفترق الطرق)، و(منهاج الحكم فى الإسلام)، وله ترجمة إنجليزية للفرآن
الكريم.. وقد تحدثنا عنه ببعض التفصيل في رسالة (قلوب مع محمد) من هذه السلسلة.