كما قرر
مجمع آخر، أن المرأة حيوان نجس، يجب الابتعاد عنه، وأنه لاروح لها ولا خلود،
ولاتُلقن مبادئ الدين لأنها لاتقبل عبادتها، ولاتدخل الجنة، ولا الملكوت، ولكن يجب
عليها الخدمة والعبادة، وأن يكمم فمها كالبعير، أو كالكلب العقور، لمنعها من الضحك
ومن الكلام لأنها أحبولة الشيطان.
لقد جرت هذه الأفكار المشوهة إلى سلوكات أكثر تشويها..
لقد جعلت تلك الأفكار الكثير يفكر في السبل التي
يتخلص بها من المرأة.. لأنها الجسد الشرير.. ولأنها مصدر متاعب الحياة.. ولأنها
مصدر غضب الرب:
لقد كان من ثمار تلك الأفكار أن تشكل مجلس اجتماعى فى
بريطانيا فى عام 1500 لتعذيب النساء، وابتدع وسائل جديدة لتعذيبهن، وقد أحرق
الألاف منهن أحياء، وكانوا يصبون الزيت المغلى على أجسامهن لمجرد التسلية.
وكان من ثمارها أن ظلت النساء طبقاً للقانون
الإنجليزى العام ـ حتى منتصف القرن التاسع عشر تقريباً ـ غير معدودات من (الأشخاص)
أو (المواطنين)، الذين اصطلح القانون على تسميتهم بهذا الاسم، لذلك لم يكن لهن
حقوق شخصية، ولا حق فى الأموال التى يكتسبنها، ولا حق فى ملكية شىء حتى الملابس
التى كنَّ يلبسنها.
وكان من ثمارها أنه كان شائعاً فى بريطانيا حتى نهاية
القرن العاشر قانون يعطى الزوج حق بيع زوجته وإعارتها بل وفى قتلها إذا أصيبت بمرض
عضال.. بل إن القانون الإنجليزى لعام 1801
م وحتى عام 1805 حدد ثمن الزوجة بستة بنسات بشرط أن يتم البيع بموافقة الزوجة..
وقد حدث أن باع إنجليزى زوجته عام 1931 م بخمسمائة جنيه، وقال محاميه فى الدفاع
عنه: (إن القانون الإنجليزى عام 1801 م يحدد ثمن الزوجة بستة بنسات بشرط أن يتم
البيع بموافقة