وعن أنس قال: أمر النبي (ص) الناس بصوم يوم وقال: (لا يفطرن أحد منكم حتى آذن
له)، فصام الناس حتى إذا أمسوا فجعل الرجل يجيء فيقول: يا رسول الله إني ظللت
صائما، فأذن لي فأفطر فيأذن له والرجل حتى جاء رجل فقال: يا رسول الله فتاتان ظلتا
صائمتين وإنهما يستحييان أن يأتياك فأذن لهما فليفطرا، فأعرض عنه، ثم عاوده، فأعرض
عنه، ثم عاوده فأعرض عنه، فقال: (إنهما لم يصوما، وكيف صام من ظل هذا اليوم يأكل
لحم الناس، اذهب فمرهما إن كانتا صائمتين فلتتقيآ فرجع إليهما)، فأخبرهما
فاستقاءتا فقاءت كل واحدة علقة من دم، فرجع إلى النبي (ص) فأخبره فقال: (والذي نفسي بيده لو بقيتا في بطونهما
لأكلتهما النار)([475])
وفي الحديث قال رسول الله (ص):(أربعة يؤذون أهل النار على ما بهم من الأذى، فذكر
منهم ورجل كان يأكل لحوم الناس بالغيبة ويمشي بالنميمة)([476])
ونظر رسول الله (ص) في النار فإذا قوم يأكلون الجيف؟ فقال: من هؤلاء يا جبريل ؟ فقال:(هؤلاء
الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم)([477])
وقال (ص):(لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم،
[474] رواه أبو داود
والترمذي وقال: حديث حسن صحيح والبيهقي.
[475] رواه أبو داود والطيالسي وابن أبي الدنيا والبيهقي.