انظر كيف قرن الله هذا الاستغفار بوعد أهله
بالمغفرة.. ولهذا قال رسول الله (ص):(ويل للذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون)([461])
وقال (ص): (التائب من الذنب كمن لا ذنب له، والمستغفر من ذنب وهو مقيم عليه
كالمستهزئ بربه)([462])
قال الرجل: لقد ضيقت علينا بهذا الأبواب.. فمن يضمن
لنفسه العصمة من الذنوب؟
قال ابن رجب: ليس المراد بعدم الإصرار عدم الوقوع..
فقد يصر الشخص على شيء ويعزم عليه، ولكنه ينكث عزمه.. فالمراد مما ذكرت هو أن
يعاهد الله أن لا يقع في الذنب بجزم وتأكيد، فإن قدر ووقع في الذنب عاد إلى
الاستغفار من جديد..
لقد ذكر رسول الله (ص) ذلك، فقال: (ما أصر من استغفر وإن عاد فى اليوم سبعين مرة)([463])
وأخبرنا (أن عبدا أذنب ذنبا فقال: رب أذنبت ذنبا
فاغفر لى، قال الله تعالى: علم عبدى أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به، غفرت لعبدى.
ثم مكث ما شاء الله ثم أذنب ذنبا آخر فذكر مثل الأول