أطلق
العصفور من يده، وقال: ما دامت المدرسة التي تكون المجرمين موجودة.. وأساتذتها
أحياء.. فمن العبث أن تقتل التلاميذ المتخرجين منها..
قلت: فما
الحل؟.. أرى أن الأمر لو استمر بيد هؤلاء، فسيشوه دين الله تشويها لا مطمع في
إصلاحه.
قال: دين
الله لا يشوه.. دين الله محفوظ كحفظ كتابه.. ألم يقل الله تعالى:﴿ إِنَّا نَحْنُ
نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ (الحجر:9)؟
قلت: بلى..
إن هؤلاء لم يطيقوا أن يحرفوا حروفه وألفاظه.. ولكنهم يطيقون أن يحرفوا معانيه
ومقاصده.. فيحولوا من شريعة الرحمة شريعة قسوة.. ومن دين العدالة دين جور..
قال: إن
الله الرحيم الرحمن الذي تولى حفظ حروف كتابه تولى حفظ معانيه ومقاصده.. ولذلك لا
تمضي فترة من الزمان دون أن يكون فيها قائم لله بالحجة.
ثم سكت
قليلا، وقال: سأحدثك اليوم عن ورثة قدر الله أن ألتقي بهم لأتعرف على رسالة الرحمة
الشاملة العامة التي جاء بها رسول الله (ص)..
قلت: ما
أشوقني لأحاديث الورثة.. فلا ينسخ همومي شيء مثلما تنسخه أحاديثهم.. فحدثني عنهم.
قال: سأبدأ
لك من الأول.. فلا يفهم الآخر إلا بالأول.
***
اعتدل الغريب في جلسته، وحمد الله وصلى وسلم على نبيه
a مستغرقا في كل ذلك.. ثم