قلت: لعل
هؤلاء الورثة المذكورين عوام يعذرون لجهلهم.. ولكن الشأن في أولئك الذين يتصورون
أنهم ورثة رسول الله وخلفاؤه.. إنهم بقساوتهم وغلظتهم يسيئون لرسول الله ودين الله
أعظم إساءة.
قال: لقد
ذكر الله ذلك، ونبه إليه، وحذر منه، وأقام الحجة على عباده بكل ذلك.. فقال:﴿ يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ
لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ
﴾ (التوبة:34)
قلت: هذه
الآية في الأحبار والرهبان..
قال: وهي
في الأئمة والفقهاء والمفتين والمحتسبين.. وكل من ينتسب لأي وظيفة من الوظائف التي
ترتبط بالدين.. هؤلاء جميعا هم المقصودون بهذه الآية.. كل من تاجر بالدين سواء كان
مسلما أو غير مسلم مخاطب بهذه الآية..
قلت ـ وأنا
أمد يدي لأخنق بها شيئا لا أدري ما هو ـ: فلم لا نخنق هؤلاء.. لم لا نطعنهم.. لم
لا نفجر فيهم القنابل.. لم لا نرسل عليهم بالويلات التي تبيدهم.. لم لا نحرق دماهم..
؟
قاطعني
مبتسما، وقال: يمكنك أن تفعل كل ذلك.. ويمكنك أن تدعو الكل لينفذ ذلك.. ولكن لا
تنس شيئا واحدا.. لا تنس أن تبدأ بقتل الشيطان وقتل النفس الأمارة قبل أن تبدأ
بهم.
قلت: فكيف
أصل إلى الشيطان؟
قال: ما
دام الشيطان موجودا.. وما دامت النفوس الأمارة موجودة.. فإنه من العبث أن