لقد أوجب الله تعالى في هذه الآيات
التقيد بالعدل والالتزام بكل ما أنزل الله، والحذر من اتباع الأهواء، وكل هذا من
الثوابت التي لا يصح التساهل فيها.. أما المرونة التي تحملها هذه النصوص.. فهي
أنها لم تنص على شكل معين للقضاء والتقاضي.
سكت قليلا، ثم قال: مثال آخر يرتبط
بناحية تعبدية.. وهي تقديم القرابين للتكفير عن بعض الخطايا.. لم يرد هذا في
الإسلام إلا في عبادة الحج.. والمقصد الشرعي منه واضح.. فالحجيج يأتون من كل مكان..
وفيهم الفقراء، وتلك القرابين من الصدقات التي قد تقدم لهم.. لقد نص الله تعالى
على هذه القرابين المكفرة في قوله تعالى :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا
تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّداً
فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ
هَدْياً بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ
ذَلِكَ صِيَاماً لِيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ
عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ) (المائدة:95)
انظروا كيف نصت الآية على الحكم الثابت..
ثم تركت التفاصيل للظروف المختلفة..
قارنوا هذا بما ورد في الكتاب المقدس حول
نفس الموضوع.. لا يمكنني أن أقرأ لكم ما ورد من ذلك.. إن الأحكام المرتبطة بهذا هي
أكثر ما ورد في الكتاب المقدس من أحكام([66]).
التفت إلي، وقال: صحح لي بعض ما أقع فيه
من أخطاء.. فلي مدة طويلة لم أراجع ما أحفظه
[66] انظر الكثير
من الأمثلة عن ذلك في رسالة (الكلمات المقدسة) من هذه السلسلة.