الثور
تدريجيًا ليذيقه الموت البطيء، وذلك عن طريق رمي السهام في جسده، ورؤية دمائه
تتفجر من كل مكان في جسده، لا لشيءٍ إلا لمجرد التسلية والاستمتاع.
إن هذه المصارعات تقام في حلبات كبرى يشاهدها الجمهور
بكل حماس، وهو سعيد بتعذيب الثور بهذه الطريقة... ويدعون ذلك ضربًا من الحضارة..
حتى إن الإحصائيات تشير إلى أن ما يقرب من 35 ألف ثور تُعذَّب وتموت سنويًا في
أسبانيا وحدها، ونحو10 آلاف ثور في حلبات أوروبا([64]).
ظهر الأسف على المستمعين، فقال: أعتذر إليكم.. لم يكن
قصدي أن أسيء إليكم.. ولكني أريد أن أقول لكم بأن التطور والحضارة والتقدم لا تعني
القيم..
قد تكون متطورا غاية التطور.. ولكنك فقير غاية
الفقر من كل القيم الرفيعة التي تكون جبلية في الشعوب التي تحتقرها، وتسمها
بالبدائية..
قلنا: فكيف وقفت الشريعة الإسلامية من مثل هذا؟
قال: لقد ذكرت لكم أن الشريعة الإسلامية عدل كلها
ورحمة كلها.. ولذلك نظرت إلى الحيوان باعتباره حيوانا([65]).. وهو
من جهة أخرى سخر للإنسان كما سخر له سائر الأشياء.. فلذلك لم تجز قتله إلا للضرر
المتوقع منه.. والضرر هنا ليس ضررا تكليفيا.. والقتل هنا ليس عقوبة..
[64] نقلا عن مقال
بعنوان (حقوق الحيوان فى الحضارة الإسلامية)
[65] انظر التفاصيل
المرتبطة بهذا في رسالة (رحمة للعالمين) من هذه السلسلة.