وعند اليونان وجدت محاكمات خاصة للحيوانات في شرائع
اليونان القديمة، ذكر فيها أفلاطون في (القوانين) أنه إذا قتل حيوان إنسانًا كان
لأسرة القتيل الحق في إقامة دعوى على الحيوان أمام القضاء، وفي حالة ثبوت الجريمة
على الحيوان، يجب قتله قصاصًا.
وفي القرون الوسطى كانت فرنسا أول أمة أوروبية أخذت
في القرن الثالث عشر بمبدأ مسئولية الحيوان ومعاقبته بجرمه أمام محاكم منظمة.. ثم
أخذت بذلك (سردينيا)، ثم بلجيكا في أواخر القرن الخامس عشر الميلادي، وفي هولندا
وألمانيا وإيطاليا في منتصف القرن السادس عشر الميلادي.. وظل العمل به قائمًا عند
بعض الشعوب حتى القرن التاسع عشر الميلادي.
كانت محاكم الحيوان عند الأوروبيين تقوم على ادعاء
المجني عليه أو النيابة العامة، ثم يتقدم وكلاء الدفاع عن الحيوان المجرم، وقد
تقضي المحكمة بحبس الحيوان احتياطيًا، ثم يصدر الحكم بعد ذلك، وينفذ على ملأ من
الجمهور، كما كان ينفذ على الإنسان. وقد يكون الحكم بإعدام الحيوان رجمًا، أو بقطع
رأسه أو بحرقه، أو بقطع بعض أعضائه قبل إعدامه.
ضحكنا.. فقال: لا تظنوا أن هذه المحاكمات كانت
هزلية للتسلية، بل كانت جدية تمامًا، بدليل ما يرد للأسباب الموجبة للحكم على
الحيوان من مثل قولهم: (يُحكم بإعدام الحيوان تحقيقًا للعدالة)، أو(يُقضى عليه
بالشنق جزاء لما ارتكبه من جرم وحشي فظيع)..
سكت قليلا، ثم قال: ليست هذه الممارسات الجائرة مع
الحيوانات في تاريخهم القديم والوسيط فقط، بل ما زالت مستمرة إلى الآن في بعض
أقطارهم، وليس أدل على ذلك من استمرار المسابقات الوحشية، المعروفة بمصارعة
الثيران.. تلك المسابقات التي يجتهد فيها المصارع أن يقتل