رأيت أن الإنسان لم
يفلح إلي الآن في الكشف عن دستور حياته([22])!
ضحك رجل منا بصوت عال، وقال: كيف تقول
هذا.. ولا نرى دولة من دول العالم إلا ولها دستورها وقوانينها التي تنظم حياتها.
التفت إليه خبيب مبتسما، وقال: وجود
الشيء لا يعني صحته ولا فاعليته.. ألا ترى المريض قد يستعمل الدواء.. ولكن ذلك
الدواء قد يكون سبب شفائه.. كما أنه قد يكون سبب هلاكه؟
قال الرجل: قد يكون سبب هلاكه إن وصفه له
دجال.. أما إن وصفه له طبيب فلن يكون إلا سبب صحته وعافيته..
قال خبيب: صدقت في هذا.. وليس هناك من
طبيب يعرف البشر، ويعرف ما يصلحهم غير ربهم الذي خلقهم:﴿ أَلا يَعْلَمُ مَنْ
خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ (الملك:14)
قال الرجل: وأولئك العمالقة الخبراء من
علماء القانون؟
قال خبيب: أولئك مهما سموا.. فسيظلون
بشرا.. لهم شهوات البشر وأهواؤهم وأمراضهم.. ولا يمكن للمريض أن يعالج صحيحا.
ولعل أكبر دليل على ذلك هو تخبط البشر في
وضع القوانين.. كتخبطهم قبلها في تصورهم لحقيقة الإنسان:
لقد قال بعض خبراء التشريع مقررا هذا: (لو طلبت من
عشرة خبراء أن يعرفوا القانون، فعليك أن تستعد لسماع أحد عشر جوابا! ! )
[22] انظر
التصريحات المرتبطة بهذا في كتاب (الإسلام يتحدى) لوحيد الدين خان.