قال الرجل: فكيف كان للإسلام كل ما ذكرت..
ولم يكن لسائر الأديان؟
قال: لأن الإسلام هو الدين الوحيد الذي
بقي محفوظا بصفائه وقدسيته من بين سائر الأديان جميعا.
والقرآن الكريم هو الكتاب الوحيد من بين
الكتب المقدسة جميعا الذي ظل يحتفظ بقدسيته.. وبالتالي هو الوثيقة الوحيدة التي
يمكن اعتبارها رسالة الله إلى عباده([21])..
أما سائر الأديان، فقد عراها من
التحريفات ما جعلها أفكارا بشرية أو أوهاما بشرية لبست لباس الدين، وحاولت أن تعبر
عن مراد الله.. وفي الحقيقة لا تعبر إلا عن تلك الأهواء والخرافات التي كانت تسكن
عقول رجال الدين.
قال: لقد عرفت من خلال أدلة كثيرة أن
الذي يضع الشرائع للعباد لا يصح أن يكون له من الهوى والجهل والغرور ما يحول بينه
وبين التفكير السليم في المهمة العظيمة التي وكلت له..
وقد وجدت من خلال الواقع أن هذا لا يمكن
أن يتحقق بصورته المثالية في الإنسان.. فالإنسان ـ مهما سما وتقدس ـ سيبقى إنسانا..
هو غريق كسائر الغرقى.. والغريق لا يمكن أن ينقذ نفسه.. فكيف يمكنه أن ينقذ غيره؟
لأجل التأكد من هذا بحثت في قوانين
العالم ودساتيره.. منذ بدأ هذا العالم إلى اليوم.. وقد
[21] انظر الأدلة
الكثيرة المثبتة لهذا في رسالتي (الكلمات المقدسة)، و(ثمار من شجرة النبوة) من
هذه السلسلة.