قلت: فهل سمعتم البرنامج الذي تدار به
أموركم في هذه الدولة الجديدة؟
قال: وكيف لا نسمع به.. إنه برنامج كتب
منذ قرون طويلة..
قاطعته قائلا: منذ قرون طويلة !؟.. إن
مثل هذا البرنامج لا يصلح لهذا العصر.
قال: أنت لا تعرف من وضع هذا البرنامج..
إن من وضعه لا يؤثر فيه المكان ولا الزمان.. لأنه هو الذي خلق المكان والزمان.
قلت: الله؟
قال: أجل.. الله.. الله هو الحاكم الأعلى..
ألم تسمع قوله تعالى :﴿ وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا
تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ
اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ
يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ ﴾
(المائدة:49)؟
قلت: بلى.. ولكن الله يحكم في المسجد لا
في الطريق والسوق..
قال: لقد جعل الله الأرض كلها مسجدا لنا
لنعبده فيها.
قلت: أتصلون في الطريق؟
قال: الله يعبد في كل مكان.. فنحن نتصل
بالله عبر الإحسان للفقير والمسكين.. وعبر التجارة الصادقة التي تمتلئ بالسماحة
والنصح والرحمة.. وعبر العمل والإنتاج في كل المجالات التي تخدم الإنسان ولا تضر
الكون.. وعبر أداء الحقوق.. الحقوق الكثيرة التي فرضها الله علينا
[842] انظر التفاصيل
المرتبطة بهذا في سلسلة (حصون المستضعفين) من هذه السلسلة.