قال:
سيقتلونني.. ثم يزعمون أنهم استطاعوا بقوتهم وحيلتهم إنقاذكم.. وهنا أيضا سيظفرون
بكل أنواع الإكبار.. ولكن مع ذلك دون ما كانوا يطلبون.
قلنا: فما
الذي دعاك إلى هذه التضحية؟
قال: ما سمعته
منكم هو الذي دعاني إلى هذا.. أنا الإنسان الذي بلي بكل ما ابتليتم به.. ولم أجد
منقذا، فهرعت إلى الصراع أبحث فيه عن المنقذ.. وقد دلني ما حدثتموني به عن المنقذ.
قلنا: ولكنك
ستموت.
قال: لا يهمني
أن أموت بعد أن عرفت المنقذ.. إنني سأموت مطمئنا بعد أن وضعت رجلي في الطريق
الصحيح الذي تبدأ به ولادتي الثانية.
قلنا: ألا
يمكن أن تفر بنفسك وتدعنا.. فلعل الله أن يقدر لك النجاة؟
قال: ليت ذلك
كان ممكنا.. لا يمكن أن يخرج أحد من هذه الجبال إلا من كان له من الخبرة ما ظللنا
طول عمرنا نتدرب عليه.
قلنا: فلم لا
ترجع إلى أصحابك بعد أن تنقذنا، ثم تخبرهم بفرارنا.. وأنك ظللت تلاحقنا.
قال: أنتم لا
تعلمون قانون هذه الوظيفة.. إن هذه الوظيفة لا تطلب من المخطئ أن يعتذر، وإنما
تطلب منه أن يقدم رأسه.