قال: إن ربي هو الرحمن الرحيم
الذي وسع كل شيء رحمة وعلما.. قال تعالى :﴿ رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ
رَحْمَةً وَعِلْما﴾ (غافر:7)، وقال :﴿ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْء ﴾
(الأعراف:156)
وقد وردا
مقترنين في مواضع من القرآن الكريم للدلالة على سعة الرحمة وشمولها، كما قال
تعالى:﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ (الفاتحة:1)، وقال تعالى:﴿
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ (الفاتحة:3)، وقال تعالى:﴿ وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ
لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ﴾ (البقرة:163)، وقال تعالى:﴿
تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ (فصلت:2)
بل إن الله
تعالى جعل اسم الرحمن علما على الذات الإلهية المقدسة، قال تعالى:﴿ قُلِ
ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ
الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى﴾ (الاسراء: من الآية110)، وقال تعالى:﴿ وَلَقَدْ قَالَ
لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ
رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي﴾ (طـه:90)
ومما يدل
على دلالته للذات أن الله تعالى نسب الملك للفظ الجلالة الدال عل الذات، كما قال
تعالى:﴿ الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا
وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ﴾ (الحج:56) ونسبه إلى الرحمن،
كما قال تعالى:﴿ الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْماً
عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرا﴾ (الفرقان:26)، وقال تعالى:﴿ يَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ
الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلا﴾
(طـه:109)، وقال تعالى:﴿ يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفّاً لا
يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابا﴾ (النبأ:38)