السلام
كان للصوت من القوة والدفء والحنان ما جعلني أصيح من حيث لا أشعر: هذا هو الإله الذي ظللت طول عمري أبحث عنه.. فدلوني عليه.
أقبل إلي الرجل القارئ، وقال: ها أنذا بين يديك.. ما الذي تطلبه مني؟
قلت بلهفة وحزن: أنا أبحث عن ربي.. لقد ظللت طول عمري أبحث عنه.. ولكني لم أجد في بحثي إلا السراب.
قال لي: وأنا محمد.. جئت من بلاد بعيدة.. وليس لي من دور إلا التبشير بالإله الحقيقي الذي حاول قطاع الطرق أن يحجبوا الخلق عنه.
قلت: فهلم دلني عليه.. فلا يمكن لروحي أن تسمو.. ولا لنفسي أن تطمئن إلا بصحبته.. وإياك وأحاديث اللصوص فقد ملأوني أوهاما.
قال: جل جناب الحق أن يترك اللصوص وحدهم.. وجل جناب الحق أن يترك الدنيا بلا هاد يدل عليه.. إن كرم الكريم ورحمة الرحيم ولطف اللطيف يأبى ذلك.
قلت: أراك تذكر أسماء كثيرة.. فلمن هي؟
قال: هي أسماء ربي.. لربي من الأسماء ما يدل عليه.. ونحن نتعرف عليه من خلالها،