تركته، وسرت،
فسمعت رجلا يتحدث عن الحيوانات المنقرضة، وكأنه يبكيها ويندبها، ومما سمعته منه
قوله في تعليل تحريم الإسلام لبعض أنواع الحيوانات([471]) :.. ولذلك
وردت النصوص بإباحة الحيوانات التي يكثر وجودها أو يسهل تنميتها، بخلاف الحيوانات
التي يندر وجودها.
وكأنها ـ من
خلال هذا التسيير ـ تدعو إلى الاستعاضة بها عن الحيوانات المحرمة حفاظا على
البيئة، بل إن القرآن الكريم يصف من محاسن الحيوانات البحرية ما يرغب في أكلها،
قال تعالى ممتنا على
عباده:) وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْماً
طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ
مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)
(النحل:14)
فالآية الكريم
تصف لحم الحيوانات البحرية بكونه طريا، وكأنها بذلك تثير الشهية إلى طلبه والرغبة
فيه.
وفي آية أخرى
تخص صيد البحر بالإباحة، وفي ذلك إشارة أيضا إلى الترغيب في التمتع بنعم الله في
البحر، ليحصل التوازن بين البر والبحر، ويحفظ التنوع في كليهما، قال تعالى:﴿ أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ
وَطَعَامُهُ مَتَاعاً لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ
الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُماً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ)
(المائدة:96)
***
أحسست ببعض
الجوع، فذهبت إلى مطعم قريب.. وطلبت طعاما من أطعمة هذه الحضارة، فرأيت صاحب
المطعم لا يعرفه.. طلبت آخر.. فلم يعرفه.. فسألته متعجبا: فلم فتحت