فليس
هناك أي زيادة، ولا أي نقصان.. ولم يطغ فيها شيء على شيء..
قال الأول:
الحمد لله.. هذا فضل من الله.. لقد أمرنا الله بإقامة الموازين.. فقال :﴿
وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7) أَلَّا تَطْغَوْا فِي
الْمِيزَانِ (8) وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ
(9)﴾ (الرحمن)
قال الثاني:
ولكني سمعت أن الغلاف المحيط بالأرض بدأ يتسرب إليه الطغيان..
قال الأول:
كيف.. لقد قال الله تعالى :﴿ وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً وَهُمْ
عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ) (الانبياء:32).. إن ذلك الغلاف يؤدي وظائف ضرورية لاستمرار
الحياة، فهو يدمر الكثير من النيازك الكبيرة والصغيرة، ويمنعها من السقوط على سطح
الأرض وإيذاء الكائنات الحية، ولولا وجوده لسقطت ملايين النيازك على الأرض جاعلة
منها مكاناً غير قابل للعيش، ولكن خاصية الحماية التي يتمتع بها هذا الغلاف سمحت
للكائنات بالبقاء آمنة على قيد الحياة.
وهو يحمي
الأرض من برد الفضاء المجمد الذي يصل إلى 270 درجة مئوية تحت الصفر.
وهو يصفي شعاع
الضوء الآتي من الفضاء المؤذي للكائنات الحية.
وفوق ذلك هو
لا يسمح إلا للإشعاعات غير الضارة مثل الضوء المرئي والأشعة فوق البنفسجية، وموجات
الراديوا بالمرور.. وكل هذه الإشعاعات أساسية للحياة.
فالأشعة فوق
البنفسجية التي يسمح بمرورها بشكل جزئي فقط عبر الغلاف الجوي ضرورية جداً لعملية
التمثيل في النباتات، ولبقاء الكائنات الحية على قيد الحياة.
أما غالبية
الإشعاعات فوق البنفسجية المركزة، فيتم تصفيتها من خلال طبقة الأوزون في الغلاف
الجوي، ولا تصل إلا كمية محدودة وضرورية من الطيف فوق البنفسجي إلى الأرض.