responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 64
قال: مثله لا يعرف الورع.. لقد كان سلوكه هو الذي جعلني أنفر منه.. لقد كان أنموذجا مشوها عن الإنسان، فلذلك لم أتصور أن في مقدرة رجل مثله أن يدعي كل تلك الدعاوى العريضة.

لقد رأيت فيه ـ بعد أن ذهبت تلك الهالة التي رسمت حوله ـ شخصية مضطربة مريضة جديرة بأن تبحث عمن يعالجها، لا أن تكون مصدرًا لرسم أسس لدراسة النفس البشرية.

لقد كان (فرويد) مجموعة من العقد النفسية والعادات الغريبة، ولم يستطع أن يشفي عقله الباطن من هذه العقد النفسية إلى آخر حياته.. كان يتبع أوراقه التي تدخل في ترجمة حياته فيحرقها.. وكان يؤمن بأنه سيموت في نهاية الحرب العالمية الأولى، فمات في بداية الحرب العالمية الثانية.. وكان يدخن عشرين سيجارًا في النهار ليهدئ من ثوراته العصبية([26]).. وكان عرضة للإغماء على أثر المفاجآت.. وكانت مرارة الطبع خلة ملازمة له في علاقاته بغيره.. وكانت لأحلامه وجوه خفية ترمز إلى دلائلها في سريرته الباطنة.. وكانت له ضروب من القلق، تنم على باعث من بواعث الحيرة المكتومة.. وكان في أطهر أحواله يحارب التشبث بالعقائد الدينية والعادات الخلقية، ويتشبث بالتفسير الجنسي للعقائد والعادات تشبثًا يربو في إصراره وشدته على تعصب المتعصب اللدود لمذهبه ودينه.

وكان في طفولته ـ كما ذكر لي ـ ينسى نفسه ليلا في فراشه، وكان يخشى من السفر بالقطار، ويحضر إلى المحطة قبل موعد قيامه بنحو ساعة، وكان دائم العزلة، لا يسمح لأحد أن يصاحبه طويلا.


[26] عُرِفَ فرويد بإدمانه للسيجار، ومن العجيب أنه لم يتخلَّص من إدمانه هذا إلى أن أُصيب بسرطان الحَلْق عام 1923، وأجرى عدة عمليات لاستئصاله، إلا أن الألم وعدم الراحة لازماه إلى أن طلب من الطبيب إعطاءه جرعة مميتة من المورفين عام 1939 للتخلص من أوجاعه ومن حياته منتحراً.

نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 64
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست