قال: أجل..
لقد كان فرويد هو أستاذي الثالث الذي انحرف بي عن إنسانيتي انحرافا خطيرا، ظللت
تحت أسره دهرا طويلا من الزمان.
قلنا: فكيف
تعرفت عليه؟
قال: لقد كان
أول ما دلني عليه اللاشعور نفسه.
قلنا: فقد آمنت
بتأثير اللاشعور قبل أن تراه؟
قال: أجل..
ولا أرى أن أحدا من الناس يخالف في ذلك.. فكلنا يعرف تأثير باطن الإنسان وما يحمله
من مشاعر وأفكار في حياته.. حتى الإسلام لا ينكر ذلك.. لقد ورد في القرآن الإشارة
إلى هذا اللاشعور الذي لا يكاد صاحبه يعلمه.. ففي القرآن :﴿ وَإِنْ تَجْهَرْ
بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى ﴾ (طـه:7).. فالخفي ليس إلا
تلك المعاني الخفية التي يمتلئ بها باطن الإنسان.
[17] هو سيجموند فرويد (1856 -
1939م)، طبيب نمساوي، ولد في فريبرج، مورافيا ـ بتشيكوسلوفكيا (السابقة) تخرج في
كلية الطب، بجامعة فيينا عام 1881م. وفيما بعد قرر التخصص في علم الأعصاب لدراسة
وعلاج اضطرابات الجهاز العصبي.
كتب
عدة أعمال أهمها تفسير الأحلام (1900م)؛ مقدمة في التحليل النفسي (1920م). وتعتبر
نظرياته في السلوك والعقل ومنهجه في العلاج أساس علم النفس الحديث.